اشترك عبر البريـد

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

تحليل المحتوى لكتاب " الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع " للخطيب البغدادي - ( الجزء الأول )

يُعرف العساف تحليل المحتوى بأنه : " عبارة عن طريقة بحث يتم تطبيقها من أجل الوصول إلى وصف كمي هادف ومنظم لمحتوى أسلوب الاتصال ".

ونستنج من هذا التعريف خصائص تحليل المحتوى التالية :
1. أن تحليل المحتوى لا يجري بغرض الحصر الكمي لوحدة التحليل فقط ، وإنما يتعداه لمحاولة تحقيق هدف معين ، وهذا المقصد من كلمة ( هادف ).
 2. أن تحليل المحتوى يقتصر على وصف الظاهرة ، وما قاله الإنسان أو كتبه صراحةً فقط دون اللجؤ إلى تأويله ، وهذا المقصد من كلمتي ( وصف كمي ).
3. أنه لم يحدد أسلوب اتصال دون غيره ، ولكن يمكن للباحث أن يطبق تحليل المحتوى على أي مادة اتصال مكتوبة أو مصورة ، دواوين الشعر ، صحف ومجلات ، إعلانات ، خطب ، كتب ، سجلات ، ... الخ.
4. أن تحليل المحتوى يعتمد على الرصد التكراري المنظم لوحدة التحليل المختارة سواء كانت كلمة أو موضوع أو مفردة أو شخصية أو وحدة قياس أو زمن.

ومن خلال إطلاعي عدة دراسات تربوية استخدمت المنهج الوصفي " تحليل المحتوى " ، ارتأيت استخدام هذه الطريقة في موضوع الكتاب الذي اخترته وهو :
 الجزء الأول ) - كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع "  للخطيب البغدادي 
 وكانت طريقتي في تحليل المحتوى لهذا الكتاب في جزئه الأول على شكل أطروحة 

 لها مواصفات البحث العلمي ، وقد اخترت عنواناً لهذه الأطروحة

أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع] ( الجزء الأول ) للخطيب البغدادي


إعداد الباحث
لؤي بن إسماعيل بن محمد ابيض
331008606
الماجستير – المستوى ( 3 ) – الشعبة ( 3 )

إشراف الدكتور
عيد بن حجيج بن عيد الجهني

الفصل الدراسي الأول
1434/1435هـ - 2013/2014م


مستخلص الدراسة
   عنوان الدراسة : أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع "  (الجزء الأول ) للخطيب البغدادي
 الباحث :  لؤي إسماعيل محمد ابيض ، الجامعة الإسلامية ، كلية الدعوة وأصول الدين ، قسم التربية الإسلامية ، الفصل الدراسي الأول 1434 – 1435هـ.
وهدفت الدراسة إلى التعريف بالخطيب البغدادي ، والتعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ، واستنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " (الجزء الأول) ، عن طريق " تحليل المحتوى " ، وتسعى الدراسة إلى تحقيق أهدافها من خلال استخدام الطريقة الاستنباطية والتي تعد أحد أساليب المنهج الوصفي.
وقد اشتملت الدراسة على ثلاثة فصول ، الفصل الأول : الإطار العام للدراسة ، والفصل الثاني : اشتمل على مبحثين ، الأول : التعريف بالخطيب البغدادي ، والثاني : التعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ، والفصل الثالث : استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) واشتمل على أربعة مباحث ، المبحث الأول : بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب علم الحديث ، والمبحث الثاني : بيان أهمية تحلي كل من الراوي والسامع بالأخلاق الشريفة ، والمبحث الثالث : بيان أهمية تحسين الخط وتجويده في كتابة علم الحديث ، والمبحث الرابع : بيان أهمية رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة علم الحديث.
وأهم النتائج التي توصلت لها الدراسة :
1- بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي جميع الأقوال والأعمال ، وترسيخ وتأصيل هذا المبدأ الجميل في
     فِكر ووجدان الأسرة والأبناء.
2- أهمية إقتداء كلٍ من العَالِم والمُتَعَلِم  بسيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم  في جميع أقواله وأفعاله وتربيته من خلال الامتثال بما تحلى وامتثل به صلى الله عليه وسلم  من المبادئ والقيم الأخلاقية الإسلامية.
3- أهمية العناية بالخط ووضوحه وتجويده لدى المتعلم من خلال الممارسة العلمية وتكرار الكتابة ، وتأصيل اللغة العربية  التي هي لغة القرآن الكريم.
4- بيان فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقتِ وحينٍ ، خاصةً عند ذِكرِ اسمه صلى الله عليه وسلم أو عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم  في أي روايةٍ للحديث.   

وأهم توصيات الدراسة :
1- التأكيد على ضرورة إعداد البحوث التربوية التي تتناول دراسة الفكر التربوي لدى العلماء المسلمين ، والعمل على  نشرها بين المسلمين حتى تعم الفائدة.
2- ضرورة مراعاة المسئولين في الجامعات  ووزارة التربية والتعليم أهمية غرس القيّم الأخلاقية الإسلامية وتنميتها لدى الناشئة من خلال المقررات الدراسية والأنشطة الطلابية المختلفة.
3- عقد الدورات التدريبية التي تهتم بتدريب الباحثين التربويين على استخدام المنهج الاستنباطي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
  
Extract study
Title of the study: the most prominent educational implications derived from the book "combined narrator morality and ethics of the listener" (Part I) al-Khatib al-Baghdadi 
Researcher: Loai Ismael Mohammed Abyad, Islamic University, Faculty of Da'wa and the fundamentals of Islam, Islamic Education Department, first semester 1434 – 1435 H.

The study aimed to the definition al-Khatib al-Baghdadi, The definition of the book "combined narrator morality and ethics of the listener" (Part I), And the development of the most prominent educational contents of the book "combined narrator morality and ethics of the listener" (Part I), By "content analysis", The study seeks to achieve its objectives through the use of way Alastenbatih and which is a descriptive approach methods.

The study included three chapters, the first chapter: the general framework of the stud, Chapter II: included Mbgesin, I: definition al-Khatib al-Baghdadi, The second: the book definition of "combined narrator morality and ethics of the listen" (Part I), Chapter III: devise the most prominent educational contents of the book "combined narrator morality and ethics of the listen" (Part I) And included four topics, the first topic: the statement of the importance of sincerity of faith to God in the application of al-hadith science, The second topic: the statement of the importance of analyzing both the narrator and the listener noble morality, The third topic: the statement of the importance of improving the line and recite in the writing of al-hadith science, Section IV: Statement of the importance of drawing blessings on the Prophet Mohammed ( peace be upon him) In the writing of al-hadith science.

The most important findings of the study :
1.  The statement of the importance of sincerity of faith to God to seek knowledge in all Words and deeds, And establish and consolidate this beautiful principle In the mind and conscience of the family and children.
2.  The importance of following the example of both the world and the learner on the Prophet Mohammed (peace be upon him) In all his words and deeds and upbringing Through compliance as shown and complied with by the (peace be upon him) Of principles and Islamic moral values.
3.  The importance of care and clarity of line and recite the learner through practice and repeated scientific writing, And rooting the Arabic language Which is the language of the  Holy Quran.
4.  Statement preferred prayer and peace be upon the Messenger of Allah all the time and when, Especially at the mention of his name or when writing his name in any al-hadith novel.

The most important recommendations of the  study :
1.  Emphasis on the need to develop educational research dealing with the study of the educational thought of Muslim Scholars,  And work to disseminate among Muslims even permeated interest.
2.  Officials should be taken into account in the universities and the Ministry of Education and the importance of Instill Islamic moral values ​​and development of emerging through courses and various student activities.
3.  Training sessions that are interested trains researchers, educators Using deductive approach in the Holy Quran and the Sunnah.

الفصل الأول
الإطار العام للدراسة
المقدمة :
تعيش أمتنا الإسلامية في الوقت الحاضر مواجهات وصراعات التطور المعرفي والعلمي والتقني بشتى أشكالها وأنواعها مما له بالغ الأثر على ثبات الهوية الإسلامية في ظل الإطار العام للتفاعل الاجتماعي والثقافي والفكري.
ولذلك فإن التوجهات التي يمكن اعتبارها في مواجهة هذا التحدي هي التحصن بمنهجنا الإسلامي التربوي ، وبناء نظم واستراتيجيات للتربية معتمدة على أصولنا وثوابتنا التي تؤكد على الاستفادة من كل ما وصلت إليه البشرية من تقدم وتقنية حديثة ، فالحكمة ضالة المؤمن.
إن هذه الدراسة تؤكد أن المنهج الإسلامي في التربية هو صلاح وملاذ البشرية بكل أبعادها الزمانية والمكانية والعرقية بشكل عام والدعوة إلى تأصيل الدراسات الإنسانية والتربوية بشكل خاص ، وذلك من خلال التعرف على أحد علماء المسلمين الأعلام في مجال التربية الإسلامية ودراسة مناقبه وتوجهاته القّيّمة في خدمة الإسلام والمسلمين ألا وهو [ الحافظ الخطيب البغدادي ].
قال تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }(1).
ويعتبر موضوع استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " للخطيب
البغدادي موضوعاً واسعاً ومتشعباً ، ولكنني استعنت بالله تعالى وأدليت بدلوي باختيار ( الجزء الأول ) من كتابه 
واستنباط أبرز المضامين التربوية التي تساهم في ترسيخ العلوم والمعارف الإسلامية في مجتمعاتنا الإسلامية
والعربية المعاصرة ، وأرجو من الله العلي القدير أن يعينني ويجعل التوفيق حليفي ، وأن يعفو عن أخطائي
وتقصيري ، وعن زلات القلم والتوهم والنسيان.

مشكلة الدراسة :
مما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيسي التالي :
س / ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء
      الأول ) للخطيب البغدادي؟
وللإجابة على هذا السؤال تتفرع الأسئلة التالية :
س1: من هو الخطيب البغدادي؟
س2: ما هي القيمة العلمية لكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول )؟
س3: ما هي أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتابه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع "
        ( الجزء الأول )؟
أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى :
1. التعريف بالخطيب البغدادي.
2. التعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ).
3. استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " (الجزء الأول).

 أهمية الدراسة :
تتضح أهمية الدراسة من خلال القضايا التربوية التي يزخر بها كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ، وكذلك توصيات بعض الدراسات والبحوث التربوية والرسائل الجامعية     ( الماجستير والدكتوراه ) ، وكذلك قيام عدد من العلماء وأساتذة الجامعات الذين لديهم اهتمامات إسلامية وتربوية بتحقيق هذا الكتاب.
ومن تلكم الأهمية ما يلي :
1. بيان الآداب والواجبات والأصول التي يجب أن يتحلى بها كل من المحدث وطالب الحديث.
2. استفادة الخطيب البغدادي من تصنيفات من سبقه في كتابة وفهرسة وإخراج هذا الكتاب.
3. بيان فضل استحضار النية في طلب العلم بشكل عام.
4. مراعاة المسئولين عن المناهج وتطويرها في وزارة التربية والتعليم أهمية هذا الكتاب ، والاستفادة من
    مضامينه التربوية  في تخطيط وتطوير المناهج التعليمية.

منهج الدراسة :
اعتمدت الدراسة على الطريقة الاستنباطية والتي تعد أحد أساليب المنهج الوصفي.
وتعتمد الطريقة الاستنباطية على : " ما يقوم به الباحث ببذل أقصى جهد عقلي ونفسي عند دراسة النصوص بهدف استخراج مبادئ تربوية مدعمة بالأدلة الواضحة "(2).
حدود الدراسة :
1. الحدود الموضوعية : ما أبرز المضامين التربوية المستنبطة من " كتاب الجامع لأخلاق الراوي  وآداب
    السامع " ( الجزء الأول ) للخطيب البغدادي؟
2. الحدود الزمانية : الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1434 – 1435هـ.

مصطلحات الدراسة :
1. المضامين :
أ- التعريف اللغوي ضَ مَ نَ
* ما في أصلاب الفحول ، وفهمت ما تضمنه كتابك أي ما اشتمل عليه وكان في ضمنه(3).
* ما في بطون الحوامل من كل شيء كأنهن تضمنه ، وقولهم : مضمون الكتاب كذا وكذا(4).
ب- التعريف الاصطلاحي :
المضامين التربوية هي : " كافة المغازي والأنماط والأفكار والقيم والممارسات التربوية التي تتم من خلال العملية التربوية لتنشئة الأجيال المختلفة عليها تحقيقاً للأهداف التربوية المرغوب فيها "(5).
ج- تعريف الباحث الإجرائي :
هي مجموعة المبادئ [ القواعد المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ] ، والقيم [ المعايير والأحكام التي تتسم بالثبات والاستقرار والتي يسعى المربون التربويون إلى غرسها في نفوس المتعلمين من خلال محتوى المناهج الدراسية وبهدف تحقيق الأهداف التربوية
التعليمية المنشودة ] ،  والأساليب التربوية [الطرق التربوية الواردة في كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ].
2- الاستنباط :
أ- التعريف اللغوي نَ بَ طَ
* نبط الماء نبع وبابه دخل وجلس ، والاستنباط الاستخراج(6).
* النبط : الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إذا حُفِرت ، وقد نَبَطَ ماؤها يَنْبُطُ ويَنْبُطُ نَبْطَاً ونُبُوطَاً ، والاستنباط الاستخراج ، واستنبط الفقيه إذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمه(7).
ب- التعريف الاصطلاحي :
الاستنباط هو : " استخراج المعاني من النصوص بفرط الذهن وقوة القريحة "(8).
ج- تعريف الباحث الإجرائي :
هو استخراج المبادئ والقيم والأساليب التربوية التي تتعلق بجميع جوانب الإنسان المختلفة ( العقدية – التعبدية – الاجتماعية – الأخلاقية – التعليمية - ... ) بشكل عام وجوانب العلم والتعلم والأدب والتأدب بشكل خاص من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) ، بعد النظر في أبواب وفصول الكتاب.
3- التربوية :
أ- التعريف اللغوي :  رَ بَ بَ
* الرَّبُّ : هو الله عز وجل ، وهو رب كل شيء أي مالكه ، والرََبَّاني : العالم المعلم الراسخ في العلم
   والدين ، والرَّبِّ : بمعنى التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها(9).
* رَّبُّ : كل شيء مالكه ، وهو اسم من أسماء الله تعالى ، والرَّبَّانيُّ : المُتألِهُ العارف بالله تعالى(10).
ب- التعريف الاصطلاحي :
التربية هي : " تنشئة الإنسان شيئاً فشيئاً في جميع جوانبه ، ابتغاء سعادة الدارين وفق المنهج الإسلامي"(11).
ج- تعريف الباحث الإجرائي :
هي مجموعة الحقائق والقيم الإلهية الثابتة والخبرات والمهارات والقدرات والاتجاهات الإنسانية المتغيرة الواردة في المصادر الإسلامية ( القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ) ، والتي تسعى إلى
تحقيق هدف رئيسي وهو تربية الإنسان وإيصاله إلى درجة الكمال في جميع جوانب شخصيته والتي بدورها تمكنه من القيام بواجبات الخلافة في الأرض وعمارتها والسعي لاستمرارية الحياة عليها وفق المنهج الإسلامي.
الدراسات السابقة :
1- دراسة السلمي ( 1432- 1433هـ ) ، بعنوان : المضامين التربوية المستنبطة من سورة التحريم
وتطبيقاتها في واقع الأسرة المعاصرة.
هدفت الدراسة إلى بيان سورة التحريم ، ومقاصدها ، ومكانتها التربوية ، واستنباط المضامين التربوية من السورة ، من خلال التعرف على أهم المبادئ والقيم والأساليب المستنبطة من السورة ، ومن ثم اقتراح بعض التطبيقات التربوية لتلك المضامين في واقع الأسرة المعاصر.
واستخدم الباحث في دراسته الطريقة الاستنباطية التي تعتبر أحد أساليب المنهج الوصفي ، وكانت أهم نتائج الدراسة ، ما يلي :
1. معرفة الله حق المعرفة والإيمان بملائكته ، وباليوم الآخر، وتعظيم نبيه  صلى الله عليه وسلم ، أول ركيزة من ركائز سعادة الأسرة والفرد في الدنيا والآخرة.
2. القيام بالمسؤولية الملقاة على الإنسان حق القيام ، سواء تجاه نفسه ، أو من يعولهم يكفل له الفوز
والنجاة في الدنيا والآخرة.
3. تنوع الأساليب في تربية الجيل مطلب مهم ، لتتحقق بذلك الأهداف المرجوة والغايات المنشودة.
ومن أهم توصيات الدراسة ، ما يلي :
1. ضرورة إعداد البحوث التربوية التي تتناول سور وآيات القرآن الكريم ، والعمل على نشرها بين
    المسلمين حتى تعم الفائدة.
2. التأكيد على اهتمام الأسرة المسلمة بتربية أبنائها ، وأنها النواة الأولى في التربية ، ومن الأسرة يتكون
    المجتمع.
3. إنشاء مراكز وهيئات متخصصة في التربية الأسرية ، والعمل على مواجهة التحديات التي تواجه
    الآباء والأمهات.
4. عقد المؤتمرات والندوات والدورات التي تهتم بتدريب الباحثين على استخدام المنهج الاستنباطي في
    القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وتتفق الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في الآتي :
أ- الموضوع الرئيسي للدراسة وهو استنباط أبرز المضامين التربوية ، فما يتم دراسته واستنباطه من
القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يمكن أيضاً تطبيقه ودراسته واستنباطه من سائر كتب العلوم
والمعرفة الإسلامية وخاصةً علماء الرعيل الأول الذين كان لهم السبق بفضل الله تعالى أولاً ثم بفضل
جهودهم في خدمة الإسلام وتطور وانتشار العلوم والمعارف الإسلامية في جميع أقطار وبقاع العالم.    
ب- الاهتمام بتدريب الباحثين التربويين خاصةً المبتدئين على المنهج الوصفي الاستنباطي لما يتضمنه
 من إثارة للتفكير والنظرة للموضوع قيد الدراسة بنظرة موضوعية مستقبلية إسلامية.
ج- الاهتمام بإعداد البحوث التربوية لمؤلفات ومصنفات علماء المسلمين في مجال التربية الإسلامية ،
 للتعرف على جهودهم وطريقة تفكيرهم في ترسيخ قواعد العلوم والمعارف الإسلامية ، وبالتالي
 انتشارها في جميع أنحاء العالم بأسره.
أما الاختلاف بين الدراستين يكمن في أن الدراسة السابقة تهدف إلى استنباط المضامين التربوية من سورة التحريم وبيان تطبيقاتها في واقع الأسرة ، أما الدراسة الحالية تهدف إلى استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) للخطيب البغدادي.
2- دراسة معلوم ( 1413هـ ) ، بعنوان : الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي.
هدفت الدراسة إلى بيان الفكر التربوي لدى الخطيب البغدادي  وتميزه وسبقه العلمي والفكري للكثير من القضايا التربوية والتعليمية ، والتعرف على ما يزخر به التراث الإسلامي الأصيل من لبنات الأفكار لدى علماء المسلمين ، وتسخيرهم القوى والطاقات والأبدان لخدمة الإسلام والعلم والمسلمين.
واستخدم الباحث في دراسته المنهج التاريخي من خلال استنتاج العلاقة بين الأحداث والربط بينها خلال الفترة الزمنية التي عاش فيها الخطيب البغدادي ، مستنداً إلى ما يستقيه من أدلة علمية صحيحة تبرهن استنتاجه ، وكانت أهم نتائج الدراسة ، ما يلي :
1. أهمية دراسة الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي باعتباره أحد العلماء المسلمين الرواد في مجال
    الفكر التربوي الإسلامي.
2. أن الفترة الزمنية التي عاش فيها الخطيب البغدادي ( 392 – 463هـ ) كانت أغنى فترات الدولة
    العباسية بالأحداث والتقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخصومات الطائفية والخلافات
    الدينية والمذهبية ، مما ولّد الصراع والضعف الذي فرق وحدة الأمة باستثناء الناحية الفكرية التي
    لاقت الدعم والازدهار وتأصيل العلوم في شتى المجالات.
3. لاقت الحركة الفكرية إقبالاً وتشجيعاً من قِبل الخلفاء والحكام والأمراء الذين كانوا يتنافسون على
    جمع الكتب واستقطاب العلماء والأدباء والمفكرين.
4. أظهرت الدراسة أن للتربية الإسلامية مصدرين أساسيين : الأول القرآن الكريم والسنة النبوية
    المطهرة ، فيجب الالتزام بهما وعدم التفريط في إتباعهما والحرص على هديهما ، والثاني اجتهادات
    المسلمين أولي العلم فقهاء ومحدثين وتتمثل في الإجماع والقياس ، وغيرها من المصادر التي لا تقبل
    الانتقاء والاختيار منها.
5. يتمثل الإطار الفكري للتربية عند الخطيب البغدادي في تصوره عن الخالق سبحانه وعن الكون
    والإنسان والمجتمع ، فالله سبحانه هو خالق الكون ومدبره المتصرف في ملكه المتوحد في أسمائه
    وصفاته ، ولا يتحقق إسلام المرء إلا بتوحيده والإيمان به والإخلاص في عبادته ، أما الكون فيشمل
   العالم مما نراه ومما لا نراه ، وهو مجال نظر الإنسان وعبرته واعتباره ، كما أنه سبيل إلى معرفة الله
   تعالى وطاعته وخشيته ، أما الإنسان فيعتبر مكوناً هاماً في تصور الخطيب فهو المخلوق المكرم  المميز
   بالمسؤولية والعقل والذكاء والتفرد في المواهب والقدرات ، أما المجتمع فهو الإطار العام لحياة
  هذا الإنسان وما تحفل به من علاقات متشابكة.
6. اعتنى الخطيب البغدادي بالتربية المتكاملة الشاملة التي تراعي جميع جوانب الشخصية باعتبارها
    وحدة مترابطة تتكامل فيها هذه الجوانب التي تتولى التربية تنميتها حتى يتحقق للمرء نمواً متوازناً
    يتلاءم مع إمكاناته وميوله وقدراته وتطلعاته ، من خلال تناوله لعدد من الميادين التربوية كالتربية
    العقلية والتربية الخُلقية والتربية الاجتماعية.  
7. نظرة الخطيب للتعلم نظرة موضوعية من خلال مفهومه وعوامله المختلفة وشروطه التي تساعد على
    تقدمه وتزيد – عند مراعاتها – من كفاءته وتحسينه.
8. حدد الخطيب منهجاً واضحاً متكاملاً بأساليبه وأدواته وأهدافه ، وأعطى اهتماماً في هذا المنهج للعلوم
    الدينية والعربية والأدبية عندما جعلها في بداية العلوم التي ينبغي للطالب أن يتعلمها.
9. يتمتع المعلم في الإسلام بمنزلة رفيعة ومكانة عالية شريفة نظراً لسمو رسالته وكرم مهنته ، ولذا  ينبغي أن
    يتصف بعدة وظائف دينية وتربوية وأخلاقية وعلمية ومهنية.
10. كان الخطيب شديد العناية باستقامة سلوك المتعلمين وإكسابهم الخصائص والصفات الشخصية  والعلمية
      والاجتماعية التي تُعدهم ليكونوا أفراداً صالحين لأنفسهم وللمجتمع.   
ومن أهم توصيات الدراسة ، ما يلي :
1. ضرورة إعداد البحوث والدراسات التربوية حول فكر العلماء المسلمين ، وذلك من منطلق الحاجة
    إلى تأصيل فكرنا التربوي المعاصر وجعله فكراً تربوياً يتفاعل معه الناس ويقبلونه كجزء أصيل من  
    حياتهم وثقافتهم وتفكيرهم ، ويتماشى مع المصادر الإسلامية ( القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
    وجهود علماء المسلمين ).
2. دراسة البيئة بما فيها من متغيرات وأوضاع فكرية ومادية متاحة ، وعوامل سياسية واقتصادية
    واجتماعية ودينية ن وتوظيف المعلومات التاريخية المستقاة عن هذه المتغيرات والعوامل والقوى في
    إلقاء الضوء على المشكلات التربوية وقضايا التعليم.
3. أن نهتدي بالقرآن الكريم والسنة النبوية في صياغة فكر تربوي إسلامي واضح يعمل على صياغة
    الناشئة الإسلامية ، ويكون مجالاً للممارسة الفعلية لجميع ميادين الحياة وعلى رأسها ميدان التربية
    والتعليم.
4. أن يراعى التكامل والشمول والتوازن في ميادين التربية الإسلامية المعاصرة بحيث تشمل جميع
    جوانب الشخصية وتلبي احتياجاتها المادية والمعنوية.
5. أن يعطى للمعلم الحرية والمرونة في إتباع الطرق التعليمية التي براها مناسبة لتعليم طلبته ، والتي
    من شأنها أن تُوصل إلى مستوى أعلى في الفهم والاستيعاب العميق.
6. الاستفادة من توجيهات الخطيب وغيره من علماء المسلمين في مجال إعداد المعلم وبالذات في
    النواحي التربوية والأخلاقية والتهذيبية إعداداً متوازناً شاملاً لكل جوانب الشخصية ، حتى يكون قدوةً
    صالحةً ومثالاً يحتذى به في التربية والتعليم
وتتفق الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في أن الدراستين جعلتا الخطيب البغدادي مداراً للدراسة والبحث.
أما الاختلاف بين الدراستين يكمن في أن الدراسة السابقة تهدف إلى دراسة الفكر التربوي بشكل شامل ومتكامل لمعظم مؤلفاته ومصنفاته التربوية ، أما الدراسة الحالية تهدف إلى استنباط أبرز المضامين التربوية من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) كأحد مؤلفات الخطيب البغدادي.

حواشي الفصل الأول
(1) سورة آل عمران ، ج 4، الآية رقم 110.
(2) العساف ، صالح حمد : المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، 1431هـ - 2010م ، دار الزهراء ، ص 177.
 (3)  الرازي ، محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح ، ص 337.
(4) ابن منظور : لسان العرب ، ج 28 ، ص 2611.
(5) السلمي ، سلطان رجاء اللهالمرجع السابق ، ص 7.
(6)  الرازي ، محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح ، ص 566.
(7) ابن منظور : لسان العرب ، ج 49 ، ص 4325.
(8) السلمي ، سلطان رجاء الله : المرجع السابق ، ص 9.
  (9) ابن منظور : لسان العرب ، ج 17 ، ص ص 1546 – 1549.
(10) الرازي ، محمد بن أبي بكر : مختار الصحاح ، ص 200.
(11) الحازمي ، خالد بن حامد : أصول التربية الإسلامية ، 1420هـ - 2000م ، دار عالم الكتب ، ص 19.

الفصل الثاني
التعريف بالحافظ الخطيب البغدادي وكتابه
ويشتمل على مبحثين :
المبحث الأول : التعريف بالخطيب البغدادي..
اسمه ونسبه :
هو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ، ويكنى أبا بكر ، واشتهر بالخطيب البغدادي ، ووالده لم يكن من العلماء المشهورين في فن من الفنون ، وإنما كان له إلمام بسيط بالعلم فقد كان يخطب الجمعة والعيدين.
ويبدو أن لقب الخطيب لحق والده بسبب توليه الخطابة مدة طويلة في قريتة دَرْزِيجَانْ العراقية [ قرية كبيرة تحت بغداد على دِجلة بالجانب الغربي ](1) ، ومن والده انتقل إليه.
 مولده ونشأته :
ولد يوم الخميس من جمادى الآخرة سنة 392هـ ، في قرية غُزَيَّةُ [ موضع قُرب فيد وبينهما مسافة يوم](2) ، ونشأ في كنف والده فبعث فيه روح العلم والتقى وحبَّب إليه القرآن والعلم وحضور مجالس العلماء وتعلم القراءة والكتابة وكذلك تعلم وجوه القراءات ، ثم تفرغ لدراسة الحديث وعلومه.
عقيدته ومذهبه :
كان على مذهب الأشعري في الأصول ، ورأيهُ في الصفات أنها تمر كما جاءت من غير تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ، وهو مذهب السلف الصالح من الأئمة وأهل الحديث.
      أما مذهبه في الفروع فهو المذهب الشافعي ، وقد عُرف منذ نعومة أظفاره بتمذهبه للمذهب الشافعي.
  رحلاته :
قام بثلاث رحلات في حياته زار فيها ثلاث عشرة ناحية ومدينة ، كانت من أشهر بلاد المسلمين ازدهاراً بالحديث وعلومه في ذلك الوقت ، وهي :
1. الرحلة الأولى :
رحلته إلى البصرة  ماراً بالكوفة ، كانت سنة 412هـ ،  حيث التقى بكبار محدثيها وروى عنهم ، ومن أبرزهم القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، وأبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد(3).
2. الرحلة الثانية :
رحلته إلى نيسابور : ماراً بأصبهان والري وهمذان والدينور ، حيث استغرقت هذه الرحلة سنتين ( 415 – 417هـ ) .
3. الرحلة الثالثة : ( رحلة الحج )
رحلته إلى مكة المكرمة للحج سنة 444هـ  ماراً بدمشق وسمع من عدد كبير من محدثيها كأبي الحسن محمد بن عبد الواحد بن عثمان بن القاسم التميمي ، وأبي القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وغيرهما ، ثم انتقل إلى صور والمدينة المنورة والقدس ، ثم تابع طريقه إلى مكة المكرمة وكان يشغل وقته في الطريق بتلاوة القرآن الكريم وتحديث الناس بأحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وفيها اجتمع بالمحدثين وسمع من القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المصري قاضي الديار المصرية.
ولما وصل مكة ودخل بيت الله الحرام ن طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام ثم توجه إلى زمزم فشرب منه ثلاث شربات آخذاً بالحديث عن جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : ( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَـَهُ )(4)
ثم سأل الله ثلاث حاجات هي : (5
الأولى : أن يُحَدِّثَ بتاريخ بغداد بها.
الثانية : أن يُمْلِي الحديث بجامع المنصور.
الثالثة : أن يُدْفَنَ عند قبر بشر الحافي.
وقد حقق الله له هذه الدعوات الثلاث ، وأصبح من المبرزين في الحديث وعلومه ، ومعرفة صحيحه من سقيمه.
شيوخه :
يزيد عدد شيوخه عن الألف ، ومعظمهم من أئمة الحديث والحفاظ المشهورين ، ونذكر منهم
أبا نُعيم الأصبهاني ، أبا بكر البرقاني ، أبا عبد الله الصوري ، ابن رزقويه ، المحاملي.
تلاميذه :
كن له في كل مكان يحل فيه طلبة علم يفيدون إليه لينهلوا من غزير علمه نظراً لما يتمتع به من شهرةٍ واسعةٍ في شتى ديار المسلمين ، ومن تلاميذه
ابن ماكولا ، عبد العزيز الكتاني ، ابن الأكفاني ، أبو إسحاق القشيري ، طاهر بن سهيل الأسفراني ، الخطيب التبريزي.
 وصيته :
مرض الخطيب في نصف رمضان سنة 463هـ في حجرته بباب المرات بدرب السلسلة قُرب المدرسة النظامية ، وكان عنده شيء من المال والثياب ولم يكن له عقب ولا وارث ، فأراد أن يختم حياته بعملٍ من أعمال البر يتوج به أعماله ففرق ( مائتي دينار ) على أصحاب الحديث.وأوصى بأن يُتصدق بجميع ثيابه وما يملكه من أشياء بعد موته ، ووقف جميع كتبه ومصنفاته على المسلمين.
 وفاته :
توفي ضحى يوم الاثنين السابع ذي الحجة سنة 463هـ ، ودفن بباب حرب إلى جانب بشر بن الحارث الحافي ، وتبع جنازته خلق كثير يتقدمهم العلماء والكبراء ، وكان في المشيعين جماعة ينادون هذا الذي يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي ينفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي يحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (6).
مناقبه وأخلاقه :
1- كثرة تلاوته للقرآن  :
 لم يترك الخطيب فرصةً إلا ويشغلها بتلاوة القرآن.
2- ورعه :
 امتاز الخطيب بالتورع والتحفظ وصحة التحصيل.
3- عفته :
 من  خلال سيرة الخطيب لم يتسلم منصباً من المناصب الرسمية لدى الدولة ، فلم يكن قاضياً ولا مفتياً ولا غير ذلك ، مع أنه كان أهلاً لذلك.
4- تواضعه :
 لم يكن الخطيب معجباً بما وصل إليه من العلم ولا متكبراً ، بل كان متواضعاً حتى أنه لم تروق له الأسماء والألقاب كالحافظ أو المحدث.
5- كرمه :
كان كريماً معطاءً.
6- حرصه على تطبيق العلم :
كان الخطيب حريصاً على جمع العلم وضبطه وفهمه.
مزاياه وصفاته :
1- جودة خطه :
 كان الخطيب جيد الخط كثير الشكل والضبط ، ولقد عقد باباً خاصاً سماه ( باب تحسين الخط وتجويده ) في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ).
2- فصاحة نطقه :
 كان الخطيب فصيحاً في نطقه ولهجة كلامه ، حسن القراءة جهوري الصوت ، يدوي صوته إذا قرأ الحديث حتى يسمع كل من في المسجد على سعته وبعد أطرافه.
3- حرصه على المطالعة وسرعة قراءته :
 كان الخطيب حريصاً على علم الحديث حيث كان يمشي وفي يده جزء يطالعه ، وكان سريعاً في القراءة حتى ضُرب به المثل في ذلك.
4- هيبته ووقاره :
كان الخطيب وقوراً نبيلاً وثقةً صدوقاً متحرياً حجةً فيما يصنفه ويقوله  وينقله ويجمعه ، حسن النقل والخط ، كثير الشكل والضبط ، قارئاً للحديث ، فصيحاً ، وكان في درجة الكمال والرتبة العليا خلقاً وهيئةً ومنظراً.
مكانته العلمية :
تبرأ الخطيب البغدادي منزلة رفيعة ومكانة عظيمة بين العلماء بفضل جده واجتهاده وسعة اطلاعه وبحثه وصبره ، وكان محل ثقتهم وثنائهم ، وممن أشاد بتلكم المكانة العلمية :  
1) صاحبه وتلميذه الحافظ ابن ماكولا ، يقول عنه :
وكان آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفةً واتقاناً وحفظاً وضبطاً لحديث رسول الله ، وتفنناً في علله وأسانيده وخبرة ً برواته وناقليه ، وعلماً بصحيحه وغريبه ، وفرده ومنكره ، وسقيمه ومطروحه.
2) أبو سعد السمعاني ، يقول عنه :
إمام عصره بلا مدافعة ، وحافظ وقته بلا منازعة ، صنَّف قريباً من مائة مصنَّف صارت عمدةً لأصحاب الحديث.
3) الحافظ ابن عساكر ، يقول عنه :
الفقيه الحافظ أحد الأئمة المشهورين والمصنِّفين المكثرين والحفاظ المبرزين ومن ختم به ديوان المحدثين.
4) ابن الأكفاني ، وهو من تلاميذ الخطيب ، يقول عنه :
كان ثقةً ضابطاً خلوصاً متقناً متيقظاً متحرزاً.
5) ابن خلكان ، يقول عنه :
كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين .. وفضله أشهر من أن يوصف.
6) البرادني ، يقول عنه :
أما حافظ وقته أبو بكر الخطيب فما رأيت مثله ، ولا أظنه رأى مثل نفسه.
7) ابن الأثير ، يقول عنه :
كان إمام الدنيا في زمانه.
8) ابن النجار ، يقول عنه :
انتهى إليه علم الحديث وحفظه في وقته.
أهم مصنفاته :
1- تاريخ بغداد أو مدينة السلام.
2- الكفاية في علم الرواية.
3- موضح أوهام الجمع والتفريق.
4- شرف أصحاب الحديث.
5- الفقيه والمتفقه.
6- البخلاء.
7- التطفيل.
8- اقتضاء العلم العمل.
9- تقييد العلم.
10- نصيحة أهل الحديث.
11- الرحلة في طلب الحديث.
12- الإجازة للمجهول والمعدوم وتعليقها بشرط.
13- الجامع لأحكام الراوي وآداب السامع.

المبحث الثاني : التعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول )
الكتاب فريد في بابه ، قيّم في موضوعه ، فقد استوفى فيه الخطيب ذكر ما ينبغي للمحدّث وطالب الحديث أن يتحليا به من الآداب والواجبات والأصول التي تقتضيها صنعة الحديث.
وقد استفاد الخطيب في هذا الكتاب من تصنيفات من سبقه في هذا الموضوع لا سيما من كتاب " المحدّث الفاصل " للرامهرمزي ، وليس في هذا غضاضة أو عيب على الخطيب ، فاستفادة المتأخر ممن تقدمه مألوفة عند أهل العلم غير مستنكره(6).
وصف الكتاب وطريقة تأليفه :
أولاً / المقدمة :
1. بدأ الخطيب كتابه بمقدمة ليست بالقصيرة ، بدأها بعد البسملة بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله.
2. بيَّن أهمية تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم  والاجتهاد في طلبها والاهتمام بجمعها والانتساب إليها.
3. بيَّن أن لكل علمٍ طريقة ينبغي لأهله أن يسلكوها ، وآلات يجب عليهم أن يأخذوا بها ويستعملوها.
4. ذكر أنه رأى خلقاً من أهل زمانه ينتسبون إلى الحديث ، ويعُدون أنفسهم من أهله المتخصصين  بسماعه ونقله وهم أبعد الناس مما يدّعون.
5. ذكر عبارة فيها وصف لمثل هؤلاء الأدعياء ، كقوله : " وهم مع قلة كتبهم له وعدم معرفتهم به أعظم     الناس كبراً ، وأشد الناس تيهاً وعجباً "(11).
6. ذكر نصائح لطلبة الحديث تضمنت بعض الخصائص والصفات والآداب التي يجب أن يتحلوا بها  والمشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم  وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه  وطرائق المحدثين.
7. قام بسرد روايات تدعم كل قولٍ يقوله ، وهكذا إلى آخر المقدمة.
8. اتبع الخطيب طريقة رواية المحُدِّثين ( حدثنا فلان عن فلان عن ... ).
ثانياً / أبواب الكتاب وفصوله :
1. لم يذكر الخطيب في المقدمة شيئاً عن تقسيمات الكتاب وأبوابه وفصوله ، وإنما ذكر الأبواب والفصول عقب المقدمة مباشرةً وبدون أن يقول : الباب الأول أو الثاني أو ... ، وإنما ذكر عناوين الكتاب : باب كذا ، وباب كذا و ... .
2. بلغ عدد أبواب الكتاب ( الجزأين ) [ 33 باباً ] ، وبلغ عدد العناوين داخل الأبواب والتي تعتبر بمثابة  الفصول المتفرعة لها [ 233 فصلاً ].
3. بلغ عدد أبواب الكتاب ( الجزء الأول ) " موضوع الدراسة " [ 21 باباً ] ، وبلغ عدد العناوين داخل الأبواب والتي تعتبر بمثابة الفصول المتفرعة لها [ 123 فصلاً ].
4. أن حجم الأبواب ليس متساوياً ولا متقارباً من حيث أرقام الصفحات ، فمثلاً الباب [ 15 ] عدد  صفحاته [ 3 صفحات ] ، بينما الباب [ 25 ] عدد صفحاته [ 46 صفحة ].
ثالثاً / أشهر من ذكر هذا الكتاب من المُصنِّفين :
ذكره ابن قاضي شهبة في تاريخه وسماه " الجامع " وقال : إنه في خمسة عشر جزءاً ، كما ذكره المالكي في فهرسته وقال : إنه في خمسة عشر جزءاً أيضاً ، كما ذكره ابن الجوزي في " المنظم " ، وذكره ياقوت الحموي في " معجم الأدباء " ، كما ذكره الحافظ ابن حجر في مقدمة شرح النخبة وسماه " الجامع لآداب الشيخ والسامع " ، كما ذكره الحافظ أيضاً في " المجمع المؤنس المفهرس " ص 28 وسماه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ، كما ذكره الحافظ السخاوي في فتح المغيث وسماه "  الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع " ووصفه بأنه " كتاب حافل " وقال : أنه قرأه. وذكره غير هؤلاء(7).

حواشي الفصل الثاني
(1) الحموي ، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله : معجم البلدان ، ج 2 ، ص 450.
(2) الحموي ، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله : معجم البلدان ، ج 4 ، ص 203.
(3)  البغدادي ، الحافظ الخطيب : الجامع لأحكام الراوي وآداب السامع ، ج 1 ، 1428هـ - 2007م ، ص 19.
(4) ابن ماجه ، الحافظ أبي إسماعيل محمد بن يزيد القزويني : سنن ابن ماجه ، كتاب المناسك ، باب الشرب من ماء            زمزم ، ح 3062 ، ج 2 ، ص 1018.
(5) معلوم ، سالك أحمد : الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي ، 1413هـ - 1993م ، مكتبة لينة ، ص 71.
  (6) البغدادي ، الحافظ الخطيب :  المرجع السابق ، ص 47.
  (7) البغدادي ، الحافظ الخطيب :  المرجع السابق ، ص 56.

الفصل الثالث
أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول )
ويشتمل على عدة مباحث :
المبحث الأول : بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب علم الحديث.
يقول المؤلف : أنا(1) علي بن أبي علي البصري ، أنا نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم البخاري ، نا(2) إسحق بن أحمد بن خلف الأزدي الحافظ قال : سمعت محمد بن أبي هاشم ، قال : سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : " أتينا إسرائيل(3) مع نفر من أهل خراسات ، فسألنا ، قلنا : نحن من أهل مرو ، فقال : مَرْو أُمُّ خراسان ، فإن استطعتم أن لا يكون أحد أسعد بما سمعتم منكم فافعلوا ، من طلب هذا العلم لله تعالى شَرُف وسَعِد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يطلبه لله خسر الدنيا والآخرة "(4).
لقد كان علماء السلف يعتنون بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه وأحكامه ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }(5).
وكذلك حرصت السنة النبوية المطهرة على إظهار هذا الجانب المشرق لدى علماء السلف ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه  قال : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول : ( إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئٍ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )(6).
فيجب على طالب الحديث أن يخلص النية في السر والعلن وفي جميع أقواله وأفعاله في طلبه لتلقي علم الحديث ، وأن يبتغي بذلك وجه الله تعالى ، وهو بذلك قد اختار سبيلاً واحداً لنيل السعادة في الدنيا والآخرة وترك كل الطرق التي تؤدي إلى نيل الشهرة والجاه والسمعة والسلطان والرئاسة أو انتظار المقابل من الأموال كتعويض عن تعليم الناس أمور دينهم أو أي شيء  من حطام الدنيا الزائلة التي والعياذ بالله تعالى لا يناله من ركض خلف ملذاتها و شهواتها إلا الخسران وعذاب الله تعالى في الآخرة.
كذلك ينبغي على من سعى في طلب علم الحديث أن يبتعد عن المفاخرة والمباهاة والتكبر وأن تأخذه العزة بالإثم ، وأن هدفه من تعلم هذا العلم النافع هو اتخاذ الأتباع والأخلاء وعقد المجالس العلمية لأكابر القوم وذوي النفوذ والسلطة ، وأن يجعل حفظه للحديث بقصد رعايته وصيانته من التلف والضياع والنسيان وأن لا يكون من اجل الرواية وتحديث الناس به فقط.
وليعلم كل عالم بعلم الحديث أن الله تعالى سيسأله عن علمه الذي تعلمه ، ما الهدف والغاية من تعلمه للعلم؟ وماذا عمل بذلك العلم؟ وأنه سبحانه وتعالى مجازيه ومحاسبه على ذلك بالثواب أو العقاب.
ومما سبق يتضح حرص الخطيب البغدادي على ترسيخ قواعد التربية في نفوس وعقول طلابه والقائمة على إتباع المنهج الإسلامي الصحيح والاقتداء بقدوة العالمين رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، فنهجهم نهج تربوي إسلامي أصيل فالتعليم لديهم تربية وإخلاص النية لله تعالى تربية ، وحياتهم بأسرها قائمة على التربية الإسلامية والعقيدة الصحيحة.
كما تتبين أهمية ضرورة الالتزام بمنهج التربية الإسلامية واعتباره ناراً على علم يضيء لنا الطريق الصحيح الواضح الذي يحقق لنا النجاة في الآخرة والفوز العظيم برضا الله تعالى ونيل المغفرة والرحمة والعيش الرغيد في جنات النعيم والخلود بها ، كما يؤكد على ضرورة استحضار النية الخالصة لله تعالى في جميع أقوالنا وأفعالنا وأن نُربي أبنائنا على هذا المبدأ الجميل.
ومن التطبيقات التربوية لترسيخ مبدأ إخلاص النية لله تعالى ، والذي يقوي ويعزز جوانب القوة لدى المتعلمين في التربية الروحية والتربية الشخصية والتربية الإيمانية ... وغيرها ، ما يلي :
1. ينبغي على العاملين في الميدان التربوي من المسئولين ومديري الإدارات التعليمية والمشرفين والمعلمين و ... أن يستحضروا هذه النية دائماً وأن يكون لهم السبق التربوي في ذلك ، خاصةً في كافة شؤون الحياة التربوية والعامة.
2. أنهم قدوة الأجيال من المتعلمين ، والمنارة التي تضيء لهم طريق العلم الصحيح النافع وتغرس في نفوسهم القيم والفضائل والأخلاق الإسلامية ،  وتعدل سلوكياتهم للأفضل والأجود.
3.إكساب المتعلمين مهارة استحضار النية في كل شيء مهما قصُر أو صغُر ، من خلال القيام ببعض التطبيقات العملية التي يمارسونها في حياتهم كاستحضار النية عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند البدء في الأكل أو الشرب ، و...
المبحث الثاني : بيان أهمية تحلي كل من الراوي والسامع بالأخلاق الشريفة.
يقول المؤلف : أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة ، نا علي الحسن بن محمد بن عثمان الفَسَوي ، نا يعقوب بن سفيان ، نا ابن عثمان – يعني عبد الرحمن المروزي – أنا عبد الله – وهو المبارك – أنا حُبَيِّب بن حُجر القيسي قال : " كان يُقال : ما أحسن الإيمان ويزينه العلم ، وما أحسن العلم ويزينه العمل ، وما أحسن العمل ويزينه الرفق ، وما أُضيف إلى شيء مثل حلمٍ إلى علم"(7).
       لقد حرص علماء السلف على التحلي بالأخلاق والصفات الحسنة والإقتداء بها قولاً وعملاً ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ  }(8).
       إن للمجتمع الإسلامي أخلاقه التي تضبط وتحدد سلوكه من استقائها من المصدرين الأساسيين ( القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ) ، فالقرآن الكريم بما أتى به من مكارم الأخلاق تجسدت في شخصية الرسول   صلى الله عليه وسلم وتُرجمت في أقواله وأفعاله ، مما يوجب على كل إنسان مسلم الاقتداء به   صلى الله عليه وسلم ، فمن باب أولى أن يقتدي ويحتذي به طلبة ودارسي علم الحديث من ( رواةٍ وسامعين ) وأن يتمثلوا بتلك المكارم الأخلاقية كالصدق والصبر والمحبة والتواضع والورع والكرم والإخلاص والأمانة والتقوى والحلم والتوكل على الله تعالى والطمأنينة والخوف من الله تعالى والرجاء والتوسل له تعالى ، وغيرها من الأخلاق الشريفة التي يسعى المنهج الإسلامي الأصيل إلى غرسها وتأصيلها في نفوس ووجدان المسلمين في العالم الإسلامي والعربي والخارجي.
      ومما سبق يتضح حرص الخطيب البغدادي على التأسي والإقتداء بمناقب ومكارم الأخلاق النبيلة التي اتصف بها سيد المرسلين محمد  صلى الله عليه وسلم  في شخصيته وخُلقه أولاً ثم في شخصيات وأخلاق طلابه ودراسي علم الحديث ، وهذا يدل دلالة واضحةً على إتباع المنهج الإسلامي الصحيح والالتزام والتطبيق الفعلي لكل ما ورد في هذا المنهج الرَّبَّاني العظيم ، وكل ذلك يبرز تأثير دور التربية الإسلامية والفكر التربوي الإسلامي لدى العلماء المسلمين أمثال هذا العالِم الجليل.
كما تتضح ضرورة التحلي والالتزام بمكارم الأخلاق الشريفة وغر سها في أنفسنا وأنفس أبنائنا وأسرنا وأكبر الجهاد هو مجاهدة النفس وإجبارها وتطويعها على القيام بالأقوال والأفعال الحسنة ومحاسبتها على القيام بالأقوال والأفعال السيئة التي لا يكون نتاجها إلا الهلاك والخسران والبعد عن رضا الرحمن والخلود في جنات النعيم ، فإذا أيقن الإنسان بوجود الجنة والنار والثواب والعقاب والفوز والخسارة فانه سيسعى جاهداً بإذن الله تعالى بإتباع طريق الفلاح والنور ، وأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وكل ٌ مُيسَّرٌ لما خُلق له.
     والميدان التربوي والتعليمي غني بمصادره وتطبيقاته التربوية المتنوعة ،  ومن ذلكم :
1. تحقيق الأهداف التربوية المنبثقة من مصادر التربية الإسلامية ، فالمناهج الدراسية وخاصةً مناهج التربية الإسلامية تزخر بتلكم القيم والأخلاق النبوية الشريفة والتي تُوجب علينا كمربين ومعلمين وناقلي الخبرات التربوية للمتعلمين بالتأسي بها قولاً وعملاً ، ونحرص على أن يتمثل بها طلابنا ، مما يقوي التربية الخلقية والتربية النفسية لديهم.
2. عقد بعض المحاضرات والندوات الإسلامية والاجتماعية التي تبرز أهمية التحلي والتمثل بالقيم والأخلاق الإسلامية ، وآثارها الايجابية على المتعلم مستقبلاً.
  
المبحث الثالث : بيان أهمية التأني والرَّوية في تحسين الخط وتجويده في كتابة علم الحديث.
يقول المؤلف : أنا أحمد بن أبي جعفر ، أنا إسحق بن سعد النَسَوي ، نا أبو العباس محمد بن إسحق السرَّاج الثقفي ، نا أحمد بن سعيد الرباطي ، نا حفص بن عمر العَدَني ، حدثني عيسى بن الضحاك ، عن  إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن علي بن أبي طالب قال : " تَنَوَّقّ رجل في بسم الله الرحمن الرحيم ، فّغُفِر له "(9).
      لقد حرص علماء المسلمين التأني والروية والتحلي بهما كصفتين وخصلتين من الخصال الإسلامية وخاصة قبل وأثناء وبعد تلقي العلوم والمعارف وبالذات كان تركيزهم في تحسن وتجويد الخط في كتابة علم الحديث ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما  قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم لأَشجِّ عبْدِ الْقَيْس : ( إِنَّ فِيك خَصْلتين يُحبُّهما اللهُ : الحِلمُ والأنَاةُ )(10).
إن كتابة علم الحديث تتطلب من طالبه وكاتبه أن لا يكون لديه العجلة والسرعة التي قد تُخل في أي معنى من المعاني خاصةً أن توارث علم الحديث يكون على طريقة المُحدثين ( حدثنا فلان عن فلان ... أو أخبرنا فلان عن فلا ن ... ، وغيرها ) وهذا العمل يتطلب ممن يسمع رواية الحديث ويكتبها المجاهدة والمثابرة والمصابرة في تحصيله كما يتطلب الدقة المتناهية في جمال الخط وحُسن وضوحه ليتسنى لقارئ أي حديث من أحاديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قراءته قراءة واضحة ومركزةً ليفهم معانيه ويستنبط مضامينه وآدابه ، فإذا كان التأني مطلوباً من النبي صلى الله عليه وسلم  بأمرٍ من ربه سبحانه وتعالى في تبليغ الرسالة ودعوة الناس إلى طريق الخير والنجاة في الآخرة فحريٌ بنا نحن البشر أن نلتزم ونتصف بذلك في سائر شؤون حياتنا.
ومما سبق يتضح حرص الخطيب البغدادي على التأكيد على التزام من وفقه الله تعالى وأعانه على كتابة علم الحديث بتحسين خطه وتجويده وإيضاح حروف الكتابة وترتيب الكلمات والجمل والرواية الدقيقة ، وهذا يبرز تأثير دور التربية الإسلامية والفكر التربوي الإسلامي لدى العلماء المسلمين من خلال اجتهادهم وسعيهم لطلب العلم وكتابته وتكبدهم عناء السفر الطويل والرحلات العلمية في شتى أنحاء الأرض بهدف التحقق من صحة الأحاديث النبوية الشريفة من رواتها وكُتابِها.
ويستنتج من ذلك ضرورة الاهتمام والعناية بالخط العربية وتحسين الكتابة بتكرار الممارسة والمتابعة والتركيز على الإملاء فهي الطريقة الصحيحة لكتابة الحروف والكلمات بأشكالها وحركاتها المختلفة ، مما يُكسب الكاتب  ( المتعلم )  مهارة سرعة الكتابة الصحيحة الخالية من الأخطاء النحوية والإملائية  ، كما يؤكد على ضرورة متابعة الأبناء منذ بداية النشأة واكتمال القدرات لديهم على مسك القلم ومحاولة الكتابة العشوائية على تنظيم وصقل هذه الموهبة حتى تنمو وتتطور لديهم ملكة الكتابة والتعبير عن آرائهم الشخصية في المستقبل ، كما أننا يجب ألا نغفل الدور التربوي الكبير والمجهود العظيم الذي يقوم به رواد العلم والمعرفة في مدارسنا وخاصةً
 معلمي الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية التي تعتبر البوابة الرئيسية ونقطة انطلاق المتعلم الصحيحة نحو زيادة التحصيل العلمي وتمكنه من إتقان مهارة القراءة والكتابة على النحو الصحيح ، بالإضافة إلى متابعة الأسرة للمتعلم والعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات التربوية والتعليمية ( المدارس ، الجامعات ، ... ) للنهوض بالنشء إلى اعلي المستويات من التربية الإيمانية والتربية اللغوية والتربية العلمية.

المبحث الرابع : بيان أهمية رسم الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم  في كتابة علم الحديث.
يقول المؤلف : أخبرني مكِّي بن علي الحريري ، نا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الحراني قال : " قال لي رجل من جواري يُقال له الفضل – وكان كثير الصوم والصلاة - : كنتُ أكتب الحديث ولا أصلي على النبي ، إذ رأيته في المنام ، فقال لي : إذا كُتبتُ أو ذُكرتُ لم لا تصلي عَليَّ؟ ثم  رأيته صلى الله عليه وسلم   مرة من الزمان فقال لي : قد بلغني صلاتك عليَّ ، فإذا صليتَ عليِّ أو ذُكرتُ ، فقل صلى الله عليه وسلم "(11).
لقد حرص علماء السلف على قول صلى الله عليه وسلم  عند ذكر الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أكثر حرصاً في هذا الأمر حرصهم وتمسكهم بكتابة رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  في كتابة علم الحديث خاصةً وسائر العلوم  ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }(12).
كما حرصت السنة النبوية  على أهمية ذكر الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم  قولاً وعملاً فمن باب أولى التأكيد على رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة علم الحديث ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : ( من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليهِ بِها عَشْراً )(13).
إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها فضل عظيم وشأن كبير كيف ذلك وهو خاتم الأنبياء والمرسلين اصطفاه الله تعالى بالرسالة وتبليغ الدعوة إلى دين الله  وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنهج التربية الإسلامية يعتمد على مصدر القرآن الكريم ومصدر السنة النبوية المطهرة ، ومن البديهي عند ذِكر السنة النبوية المطهرة أن نذكر الصلاة والسلام على النبي  صلى الله عليه وسلم  وكذلك ينبغي عند كتابة اسم النبي أن نكتب   صلى الله عليه وسلم  فلا بد من اقتران اسمه  صلى الله عليه وسلم  بالصلاة والسلام عليه لعلو قدره ومنزلته عند الله تعالى وعند المسلمين أجمعين.
ومما سبق يتضح حرص الخطيب البغدادي وتأكيده على التزامه وتعليم طلابه أهمية وفضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذِكر اسمه أو كتابته في الكتب ومصنفات علم الحديث وهذا بحد ذاته تربية إسلامية توضح  ما كان يتمتع به العلماء المسلمين من فكر تربوي إسلامي أصيل ، ويُظهر مدى محبتهم الصادقة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم من خلال إتباع ما أمر به والنهي عما نهى عنه ويُبين شدة وقوة تمسكهم بمناقب ومحاسن والتأسي بهذا النبي العظيم محمد  صلى الله عليه وسلم .
وتتضح أهمية وضرورة  الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا وكذلك في أي كتابة نكتبها ويرد فيها اسمه الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن نغرس في أنفسنا وأنفس أبنائنا وأُسَرِنا هذه العادة الجميلة والحسنة ويكفي مقدار الأجر والثواب العظيم ورفع درجات الرصيد في الآخرة الناتج من تكرار هذا الوِردْ المبارك الحسن [ صلى الله عليه وسلم ] ، فالبخيل ليس بخيل المال الذي لا ينفقه على نفسه وأهله إنما البخيل من ذُكِرَ الرسول  صلى الله عليه وسلم  عنده ولم يُصلي ويُسلم عليه أفضل وأحسن وأزكى صلاةٍ في الوجود كله.
كما يتبين أنه من الضروري جداً غرس هذه العادة الجميلة والصفة الأصيلة في نفوس المتعلمين من تعويدهم على تكرارها وممارستها في جميع الأوقات ، فلا يترك المتعلم مكاناً أو موضعاً أو موقفاً  يُذكر فيه اسم الرسول محمد  صلى الله عليه وسلم إلا ويردد    صلى الله عليه وسلم ، بل ولابد من أن يستشعر المتعلم أهمية كتابة صلى الله عليه وسلم في كل ورقة أو درس أو سؤال وعدم الاقتصار على كتابة ( ص ) فقط كاختصار لان في ذلك تقليل من شأن ومنزلة ومكانة وتقدير الرسول الكريم محمد  صلى الله عليه وسلم ، وهذا بحد ذاته يقوي لدى المتعلم جوانب الشخصية السليمة السوية من التربية الإيمانية والتربية الاجتماعية والتربية الروحية وغيرها.

حواشي الفصل الثالث
(1) لفظ " أنا " اختصار لكلمة " أخبرنا " وهو اصطلاح جرى عليه كثير من نُسَّاخ الحديث. أنظر كتاب "علوم الحديث"  لابن الصلاح ص 135.
(2) لفظ " نا " اختصار لكلمة " حدثنا " وهو اصطلاح جرى عليه كثير من كَتَبَة الحديث. أنظر كتاب " علوم الحديث "  لابن الصلاح ص 135.
(3)  إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحق السِّبيعي ، الهمداني الكوفي.
(4) البغدادي ، الحافظ الخطيب : الجامع لأحكام الراوي وآداب السامع ، ج 1 ، 1428هـ - 2007م ، ص 83.
(5) سورة البينة ، ج 30، الآية رقم 5.
(6) ابن ماجه ، الحافظ أبي إسماعيل محمد بن يزيد القزويني : المرجع السابق ، كتاب الزهد ، باب النية ، ح 4227 ،   ج 2،   ص 1413.
(7) البغدادي ، الحافظ الخطيب : المرجع السابق ، ص 94.
(8) سورة فصلت ، ج 24، الآيات 33 - 35.
  (9) أي تجوَّد وبالغ في تحسين كتابتها.
(10) النووي ، محيي الدين أبي زكريا يحيى : رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، ط 4 ، 1423هـ - 2002م ، مكتبة الرشد ، الرياض ، ص 198.
(11) النووي ، محيي الدين أبي زكريا يحيى : المرجع السابق ، ص 272
(12) سورة الأحزاب ، ج 22 ، الآية رقم 56.
(13) النووي ، محيي الدين أبي زكريا يحيى : المرجع السابق ، ص 345.


الفصل الرابع
الخاتمة :
حاولت هذه الدراسة الكشف عن أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) للخطيب البغدادي ، ولتحقيق هذا الهدف تناول الفصل الثاني مبحثين ، الأول : التعريف بالخطيب البغدادي ، والثاني : التعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ).
ثم تناول الفصل الثالث بيان أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول ) في أربعة مباحث ، تناول المبحث الأول : بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب علم الحديث ، وتناول المبحث الثاني : بيان أهمية تحلي كل من الراوي والسامع بالأخلاق الشريفة ، وتناول المبحث الثالث : بيان أهمية تحسين الخط وتجويده في كتابة علم الحديث ، وتناول المبحث الرابع : بيان أهمية رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة علم الحديث.
نتائج الدراسة :
1- أهمية تأصيل الدراسات الإنسانية والتربوية وفق المنهج الإسلامي المبني على المصادر
    الإسلامية ( القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وجهود العلماء المسلمين ).
2- أهمية التعرف على السِّير الذاتية لعلماء المسلمين وجهودهم في ترسيخ القواعد الأساسية للفكر
    التربوي الإسلامي.
3- بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي جميع الأقوال والأعمال ، وترسيخ وتأصيل
    هذا المبدأ الجميل في فِكر ووجدان الأسرة والأبناء.
4- أهمية إقتداء كلٍ من العَالِم والمُتَعَلِم  بسيد المرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أقواله وأفعاله وتربيته من خلال الامتثال بما تحلى وامتثل به صلى الله عليه وسلم من المبادئ والقيم الأخلاقية الإسلامية.
5- أهمية العناية بالخط ووضوحه وتجويده لدى المتعلم من خلال الممارسة العلمية وتكرار الكتابة ، وتأصيل اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم.
6- بيان فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم  في كل وقتِ وحينٍ ، خاصةً عند ذِكرِ اسمه صلى الله عليه وسلم  أو عند كتابة اسمه  صلى الله عليه وسلم في أي روايةٍ للحديث.
   
توصيات الدراسة :
1. التأكيد على ضرورة إعداد البحوث التربوية التي تتناول دراسة الفكر التربوي لدى العلماء المسلمين  ،
والعمل على نشرها بين المسلمين حتى تعم الفائدة.
2. ضرورة اهتمام الجامعات بغرس القيّم والأخلاق الإسلامية الفاضلة لدى طلابها من خلال المقررات  الدراسية ، وتطوير طرائق التدريس ، وإقامة الأنشطة الهادفة ، وعقد المحاضرات والندوات واللقاءات التوعوية لذلك.
3. ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بالقيّم والمبادئ الأخلاقية الإسلامية من خلال العمل على تخصيص البرامج والندوات والمؤتمرات التي تهدف إلى رفع الوعي الذاتي الفكري والتربوي.
4. ضرورة مراعاة المسئولين في وزارة التربية والتعليم أهمية غرس القيّم الأخلاقية الإسلامية وتنميتها لدى الناشئة منذ الصغر من خلال المقررات الدراسية والأنشطة المدرسية المختلفة.
5. عقد الدورات التدريبية التي تهتم بتدريب الباحثين التربويين على استخدام المنهج الاستنباطي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
6. عقد الدورات التدريبية التي تهتم بالتدريب على العناية وتحسين الخطوط للذين يعانون من مشاكل في جودة خطوطهم ووضوحها أثناء الكتابة.  

قائمة المصادر والمراجع
1.  القرآن الكريم.
2.  الأحاديث النبوية الشريفة.
3.  البغدادي ، الحافظ الخطيب : الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، تحقيق : محمود الطحان ، 1428هـ - 2007م ، مكتبة المعارف ، الرياض.
4.  ابن الصلاح ، الإمام أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري : علوم الحديث ، تحقيق : نور الدين عتر، ( د.ت ) ، ( د.ن ).
5.  ابن ماجه ، الحافظ أبي إسماعيل محمد بن يزيد القزويني : سنن ابن ماجه ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، ( د.ت ) ، دار حياء الكتب العربية.
6.  ابن منظور : لسان العرب ، تحقيق : عبد الله علي الكبير وآخرون ، ( د.ت ) ، دار المعارف ، القاهرة.
7.  بن حميد ، صالح عبد الله وَ بن ملَّوح ، عبد الرحمن محمد : موسوعة نظرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم ، 1418هـ / 1998م ، دار الوسيلة ، جدة.
8.  التميمي ، نوف ناصر : المضامين التربوية لوصايا لقمان " أسس إستراتيجية لتعزيز الهوية في مواجهة تحديات العولمة " ، 22 – 24/1/1427هـ ، مؤتمر " التربية الإسلامية وبناء المسلم المعاصر " ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة.
9.  الرازي ، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر : مختار الصحاح ، 1989م ، مكتبة لبنان ، بيروت.
10.  الحازمي ، خالد بن حامد : أصول التربية الإسلامية ، 1420هـ - 2000م ، دار عالم الكتب ،                                             
  الرياض.
11.  الحموي ، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله : معجم البلدان ، 1397هـ - 1977م ، دار صار ، بيروت.
12.  السعدي ، عبد الرحمن بن ناصر : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، تحقيق :                                    عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، ط 2 ، 1422 – 2002م ، دار السلام ، الرياض.
13.  السلمي ، سلطان رجاء الله : المضامين التربوية المستنبطة من سورة التحريم وتطبيقاتها في واقع الأسرة المعاصرة ، الفصل الدراسي الثاني 1432 – 1433هـ ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة.
14.  العساف ، صالح حمد : المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، 1431هـ - 2010م ، دار الزهراء ، الرياض.
15.  الكيلاني ، ماجد عرسان : الفكر التربوي عند ابن تيمية ، ط 2 ، 1407هـ - 1986م ، مكتبة دار التراث ، المدينة المنورة.
16.  المباركفوري ، صفي الرحمن : الرحيق المختوم ، ط 9 ، 1412هـ - 1992م ، مكتبة دار السلام ، الرياض.
17.  محمود ، إبراهيم وجيه : التعلم ، 1429هـ - 2008م ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية.
18.  معلوم ، سالك أحمد : الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي ، ط 2 ، 1413هـ - 1993م ، مكتبة لينة ، دمنهور.
19.  ناصر ، إبراهيم : مقدمة في التربية ، ط 7 ، 1430هـ - 2009م ، دار عمَّار ، عمَّان.
20.  النووي ، محيي الدين أبي زكريا يحيى : رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، ط 4 ، 1423هـ - 2002م ، مكتبة الرشد ، الرياض.
21.  الهاشمي ، عبدالله : الأخلاق والآداب الإسلامية ، 1427هـ - 2006م ، دار الأمين ، بيروت.                           

فهرس المحتويات
رقم الصفحة
الموضوع
1
صفحة العنوان
2
مستخلص الدراسة باللغة العربية
3
مستخلص الدراسة باللغة الإنجليزية
4 - 12
الفصل الأول : الإطار العام للدراسة
4
المقدمة
4 - 5
مشكلة الدراسة
5
أهداف الدراسة
5
أهمية الدراسة
6
منهج الدراسة
6
حدود الدراسة
6 - 7
مصطلحات الدراسة
8 - 11
الدراسات السابقة
12
حواشي الفصل الأول
13 - 22
الفصل الثاني : التعريف بالحافظ الخطيب البغدادي ، وكتابه
13
مباحث الفصل الثاني
14
المبحث الأول : التعريف بالخطيب البغدادي
14
اسمه ونسبه
14
مولده ونشأته
14
عقيدته ومذهبه
رقم الصفحة
الموضوع
14 - 15
رحلاته
15
شيوخه
16
تلاميذه
16
وصيته
16
وفاته
16 - 17
مناقبه وأخلاقه
17 - 18
مزاياه وصفاته
18 - 19
مكانته العلمية
19
أهم مصنفاته
20
المبحث الثاني : التعريف بكتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول )
20
وصف الكتاب وطريقة تأليفه
20
أولاً / المقدمة
21
ثانياً / أبواب الكتاب وفصوله
21
ثالثاً / أشهر من ذكر هذا الكتاب من المُصنِّفين
22
حواشي الفصل الثاني
23 - 32
الفصل الثالث : أبرز المضامين التربوية المستنبطة من كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( الجزء الأول )
23
مباحث الفصل الثالث
24 - 25
المبحث الأول : بيان أهمية إخلاص النية لله تعالى في طلب علم الحديث
26 - 27
المبحث الثاني : بيان أهمية تحلي كل من الراوي والسامع بالأخلاق الشريفة
28 - 29
المبحث الثالث : بيان أهمية التأني والرَّوية في تحسين الخط وتجويده في كتابة علم الحديث
رقم الصفحة
الموضوع
30 - 31
المبحث الرابع : بيان أهمية رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة علم الحديث
32
حواشي الفصل الثالث
33 - 34
الفصل الرابع : الخاتمة والنتائج والتوصيات
33
الخاتمة
33
النتائج
34
التوصيات
35 - 36
قائمة المصادر والمراجع